أمام التعديب والإهانة...سجين يتمنى الموت

لم تفوت المنظمات الحقوقية المغربية أية مناسبة وطنية كانت أو دولية لتؤكد على ضرورة احترام حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها كونيا، باعتبارها وحدة متكاملة وغير قابلة للتجزيئ، وبالتالي وجب على الجميع السعي الى تحقيق مقاصدها وفق ما ينسجم ونظرتها للانسان من صون لأدميته وكرامته المقدسة.
في شق من هذه الحقوق نقف عند باب حقوق السجناء، باعتبارهم من أكثر فئات المجتمع ضعفا والتي يبقى احترام حقوقها واجبا قانونيا وأخلاقيا.
لا تهمنا هنا طبيعة  أو نوع الجريمة التي يتابع بها السجين فهذه الحقوق تنطبق على جميع فئات المسجونين، سواء كان سبب حبسهم مدنيا أو جنائيا و التي تبدأ بضرورة توفير شروط محاكمة عادلة ومستقلة، وتأمين ظروف اعتقال انسانية تحترم كرامته وتعيد تأهيله وادماجه ليكون مواطنا مجتمعيا صالحا.
وحتى أبرز بالملموس بأن حقوق السجين ببعض المؤسسات السجنية المغربية تضل بعيدة بالمطلق عن ما ذكر سأستعرض وضعية بعض السجناء بالسجن المدني بتولال مكناس والذي سبق وأن أشرت في مقالات وتقارير سابقة لمجموعة من الخروقات التي تطالهم و تدفع بهم الى اتخاد اشكال احتجاجية للضغط على ادارة السجن نحو الإستجابة لمطالبهم،  كان اخرها الاضراب عن الطعام الذي خاضه السجين جوادر أحمد رقم الإعتقال 8517 رفقة مجموعة من السجناء والذي دام أكثر من 40 يوما وقد حضي السجناء بحملة دعم حقوقية واعلامية مهمة  يرجع الفضل فيها للمركز المغربي لحقوق الإنسان المكتب الإقليمي للحاجب واللجنة المحلية التابعة له بالسجون المغربية الشيئ الذي دفع بمسؤول من المندوبية السامية لإدارة السجون الى زيارة السجناء المضربين في محاولة منه لثنيهم عن الإستمرار في الإضراب عن الطعام ،مقابل تقديمه لمجموعة وعود تشمل الاستجابة لمطالبهم وتحسين ظروفهم، اليوم وبعد مرور حوالي أسبوع عن زيارة المسؤول السامي للسجناء يفاجئ المركز المغربي المكتب الإقليمي للحاجب برسالة من أب السجين جوادر أحمد يقول فيها بأن ادارة السجن لم تستجب لمطالب ابنه بل عمدت الى اهانته و ضربه وتعديبه جسديا وحرمانه من التغدية والرعاية الطبية، مستهترة بحالته الصحية الجد متدهورة جراء الاضراب عن الطعام الذي خرج منه مصابا بداء السكري مع امكانية اصابته بمرض قلبي، أمام استمرار حرمانه من التغدية والفسحة.
ويضيف أب السجين بأنه يحمل كامل المسؤولية في حالة وفاة ابنه أو تعرضه لأمراض خطيرة بسبب ظروف اعتقاله الغير انسانية لإدارة السجن بصفة خاصة وكذا المندوب السامي لإدارة السجون.
هذا وقد توصلت المدونة من مصادر مطلعة بأن السجين محمد جوادر مستمر في اضرابه عن الطعام، وان لديه حافز قوي في مواصلة اضرابه بعدما تعرض اليه من اهانة لكرامته وتعديب وهضم لأبسط حقوقه، وان كلفه ذلك حياته!